وإنما يأمرهم الله بالصلاح وأن لا يطيعوا أمر المُفسدين من أمراءهم الذين يأمروهم بالفساد ثم يطيعوا أمر أمراءهم المُفسدون ويعصو أمر الله إليهم لأن اهل القُرى مُفسدون فولى الله عليهم أشرارهم ليزيدوهم فسادا إلى فسادهم وكيف ما تكونوا يولى عليكم فولا الله عليهم أمراء يفسدون في الأرض ولا يصلحون وجاء أمر الله مُخالف لأمر امراءهم فأمر الله بالاصلاح وعدم الفساد في الأرض وقال الله تعالى)
إن الله لا يأمر أمراء البلاد بالفساد بل أمر بالعدل والإحسان وعدم الفساد في البلاد فخالفوا امر ربهم فطغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فأتبعهم قومهم وخالفوا أمر ربهم وأتبعوا أمر المُفسدين فصب عليهم ربك سوط عذاب لمُخالفة أمر الله إليهم وقال الله تعالى)
وإنما الله حين يزيغ أمراءهم عن الحق يزيغُ الله قلوبهم فيزدادوا كُفرا إلى كُفرهم ورجس إلى رجسهم تصديقاً لقول الله تعالى)
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }صدق الله العظيم
وأما بالنسبة لماذا ولى الله عليهم أمراءهم المُفسدون هو لأن أهل القرى مُفسدون وليس مُصلحون ثم يولي الله عليهم أكابر المُجرمين منهم وكيف ما تكونوا يولى عليكم تصديقاً لقول الله تعالى)
{ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }صدق الله العظيم
ثم يزيدوهم فسادا إلى فسادهم فيبعث الله الدُعاة إلى الإصلاح فلا يتبعونهم أهل القرى بل يتبعوا أمراءهم المُفسدون منهم ثم يهلكهم الله وقال الله تعالى)
((﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾صدق الله العظيم
ثم يقولوا يوم القيامة (((( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا {67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً ))صدق الله العظيم